هي ورقة .. ورقة
هي
ورقة
في الدّرج مخبأة
بالبنفسج معطّرة
حرّرتها يدٌ ممسكة
بالعبر مزركشة
تفتّحت فيها وروداً ميتة
بالقيود مسيَّجة
بأناملٍ أسطورية
حُفرَ عليها أحلى مُعلّقة
أمستْ ليلتها الأخيرة
مرميةً غير ملطخة
تنتظر صاحبتها الشّامخة
لتحضنها ببكائها منهمرة
كانت تريدُ أن تلقاها
لبرهةٍ ،للحظة
بدون عجلة
هي ورقة
مجرد
ورقة
لم تُكلِّف ديناراً ولاهللة
كلَّفتْ حرناً فاقَ
آلاف الأرصدة
قضتْ نهارها بطرحتها مزيّنة
تهفو لرؤية نجمها متأمّلة
بلَّلتها أدمعُ الشوقِ والحنين
وهي بدفئها راضية راضية
أبتْ شرارة الكبريت
أن تسمعها معاتبة
أبتْ
نارُ الحريق أن تدعها
على أريكتها ممدّدة
ألقتها
مزّقتها
عتقتها بدخانٍ من المِرجلِ
حامية
لمَ
؟
يامَن عاتبتني
فأهلكتني
لمَ
؟
أما وجدتَ غيري
في النبراسِ مغنمة
؟
أما وجدتَ سواي
من المحابير نهنهة
؟
دعني لاأرى جَورَ المحرقة
دَعني
أودِّعُ صاحبتي قبل ان ترميني
في الموأدة
دَعني
ولن أنسى لكَ عجيب الأدعية
هي
ورقة
كانت بغربتها مهلِّلة
بوحدتها ذاكرة
طالتها شعلة الانتقامِ
فدُفنتْ مع الرّماد
مستسلمة
كانت تحوي أروع الكلام
حلاوة الشرنقة
فيها تولدُ الفراشة المحلِّقة
حرقتها
يامعاتبي
ولم تسأل إن كانت عازمة
على الرّحيل من درجٍ
كانت بالأمس
فيه مُكرّمة
مع السراب ضاعتْ
وفي فناء الذكرى حامتْ
لاتجدُ لنفسها
إلا
دمعاً من عينٍ
ساهرة
ورقة
اعجبتني كلماته فنقلته