المظاهر الخادعة
أيها الوفي في غير موضعه... لمن؟ لم تعلم صدق نواياه...
كنت بالأمس به خير مستشهدا.... حَمّلتهُ خصال الشرف في محياه...
واليوم صرت أول مصدوم به... وبخداعه كنت أول قتلاه...
الناس ملت من تتبعه... وأنت كنت ترعى خطاه...
وظللت طول الوقت تجري خلفه... مبيّنا صدق هواك لدنياه...
و ها قد رأيت حقيقة معدنه... ألا لعنة الله على من تبع هواه...
اليوم أعلن توبة في حبه... قد أهلكتُ قلبي بزيف بنيناه...
وأشعلت حربا كنت قتيلها... وكانت مدامعي رثاء لقتلاه...
أصِدْقٌ في الحب يهلك صاحبه... أم سوء اختيار من تهواه...
أو ثوب العفة في وجهه... كثوب الثعبان لقلبي أردَاه...
تخفيت بثوب لست تملكه... وظننت الناس لن تعلم خفاه...
الناس تنسى الحسن والسوء خبره... أما المحب فالخداع لن ينساه...
كيف تدعي حمل الماء لعطش... وقد أشعلت نارا في جوفاه...
ما ضارني حبي حين رفضته... ولكن قتلك لما قلبي تمناه...
عفيفة ، طاهرة ، كان ظنه... هذا خداع أنا لن أنساه...
تمنيتك وحبك لقلبي تمنيته... وتمثيلك العفاف جل ما تمناه...
قد كنت سراب أركض خلفه... فالحمد لله أني لم أوفق في وصلاه ....
ما تنسونا يا إخواني بنقدكم