hinata*hyuga
اداريه
عدد المساهمات : 3175 العمر : 29 نقاط : 144416 تاريخ التسجيل : 03/07/2009 الموقع : .... العمل/الترفيه : .... المزاج : ..
| موضوع: النهر المتجمد الثلاثاء مارس 09, 2010 9:57 am | |
| النهر المتجمد ( ميخائيل نعيمة ) يا نهرُ هل نضبتْ مياهُكَ فانقطعتَ عن الخرير ؟ أم قد هَرِمْتَ وخار عزمُكَ فانثنيتَ عن المسير ؟ *** بالأمسِ كنتَ مرنماً بين الحدائقِ والزهور تتلو على الدنيا وما فيها أحاديثَ الدهور *** بالأمس كنتَ تسير لا تخشى الموانعَ في الطريق واليومَ قد هبطتْ عليك سكينةُ اللحدِ العميق *** بالأمس كنتَ إذا أتيتُكَ باكياً سلَّيْتَني واليومَ صرتَ إذا أتيتُكَ ضاحكاً أبكيتني *** بالأمسِ كنتَ إذا سمعتَ تنهُّدِي وتوجُّعِي تبكي ، وها أبكي أنا وحدي، ولا تبكي معي ! *** ما هذه الأكفانُ ؟ أم هذي قيودٌ من جليد قد كبَّلَتْكَ وذَلَّلَتْكَ بها يدُ البرْدِ الشديد ؟ *** ها حولك الصفصافُ لا ورقٌ عليه ولا جمال يجثو كئيباً كلما مرَّتْ بهِ ريحُ الشمال *** والحَوْرُ يندبُ فوق رأسِكَ ناثراً أغصانَهُ لا يسرح الحسُّونُ فيهِ مردِّداً ألحانَهُ *** تأتيه أسرابٌ من الغربانِ تنعقُ في الفَضَا فكأنها ترثِي شباباً من حياتِكَ قد مَضَى *** وكأنها بنعيبها عندَ الصباحِ وفي المساء جوقٌ يُشَيِّعُ جسمَكَ الصافي إلى دارِ البقاء *** لكن سينصرف الشتا ، وتعود أيامُ الربيع فتفكّ جسمكَ من عِقَالٍ مَكَّنَتْهُ يدُ الصقيع *** وتكرّ موجتُكَ النقيةُ حُرَّةً نحوَ البِحَار حُبلى بأسرارِ الدجى ، ثملى بأنوارِ النهار *** وتعود تبسمُ إذ يلاطف وجهَكَ الصافي النسيم وتعود تسبحُ في مياهِكَ أنجمُ الليلِ البهيم *** والبدرُ يبسطُ من سماه عليكَ ستراً من لُجَيْن والشمسُ تسترُ بالأزاهرِ منكبَيْكَ العارِيَيْن *** والحَوْرُ ينسى ما اعتراهُ من المصائبِ والمِحَن ويعود يشمخ أنفُهُ ويميس مُخْضَرَّ الفَنَن *** وتعود للصفصافِ بعد الشيبِ أيامُ الشباب فيغرد الحسُّونُ فوق غصونهِ بدلَ الغراب *** قد كان لي يا نهرُ قلبٌ ضاحكٌ مثل المروج حُرٌّ كقلبِكَ فيه أهواءٌ وآمالٌ تموج *** قد كان يُضحي غير ما يُمسي ولا يشكو المَلَل واليوم قد جمدتْ كوجهِكَ فيه أمواجُ الأمل *** فتساوتِ الأيامُ فيه : صباحُها ومساؤها وتوازنَتْ فيه الحياةُ : نعيمُها وشقاؤها *** سيّان فيه غدا الربيعُ مع الخريفِ أو الشتاء سيّان نوحُ البائسين ، وضحكُ أبناءِ الصفاء *** نَبَذَتْهُ ضوضاء ُ الحياةِ فمالَ عنها وانفرد فغدا جماداً لا يَحِنُّ ولا يميلُ إلى أحد *** وغدا غريباً بين قومٍ كانَ قبلاً منهمُ وغدوت بين الناس لغزاً فيه لغزٌ مبهمُ *** يا نهرُ ! ذا قلبي أراه كما أراكَ مكبَّلا والفرقُ أنَّك سوفَ تنشطُ من عقالِكَ ، وهو لا | |
|